السبت، 18 يوليو 2015

بأية حال عدت يا عيد؟

رغم معاناتي عند استقبال الضيوف يوم العيد واجتهادي لأن أكون أكثر قربا بمحاولة التفاعل معهم حتى رأيت ظاهر القبول منهم إلا أني اكتشفت في الآونة الأخيرة بعد سلسلة من الأحداث والمواقف والتجارب الحية أني مغفل أحمق، وأن ظني لم يكن في محله. أنا شخص مهما تحدثت وتفاعلت فلن أصلح لأن أكون صديقا لأحد، ولن أكون محبوبا أو مرغوبا به، ولن أجد أحدا يؤنس وحشتي، ويهتم بالسؤال عني. أنا حالة شاذة في هذا المجتمع، نكرة، هكذا هو قدري ويبدو أن الأمر فيه قد قضي.
لو كنت وحدي في البيت فلن يزورني منهم أحد، هم لم يأتوا من أجلي بل من أجل إخواني. للأسف لقد كنت أجد نفسي في السابق مرغما على استقبال الضيوف خصوصا لما وجدت بعض إخواني يتقاعسون عن القيام بذلك. نعم هم لم يكونوا يهتموا بالضيوف مثلما كنت أفعل. كنت أشعر أنه من العيب تركهم يطرقون الباب ولا أحد يفتح لهم على ما بي من أعراض الخوف الاجتماعي الواضحة التي أدت إلى تفاقم حالتي. فكلما تقدمت في العمر كلما ازداد قلقي أكثر. بالله عليك أيها الضمير الحي كيف ترى شخصا ظهر الشيب في رأسه ولحيته وصار في الأربعين وسيدخل الخمسين وله أولاد كيف تراه وهو يرتجف حين يسلم على الصغير والكبير، وهو مرتبك جدا، أسير قواهم، مختل التوزان، لا يحسن التصرف، ولا يجيد الحديث؟! إنه بكل بساطة عار!
لما رأيت تقاعس أخواني تساءلت ما هذه الشجاعة التي يملكونها بحيث لا يبالون بالضيوف؟ لم لا أكون مثلهم؟ ألست جديرا بها وأجنب نفسي المتاعب النفسية؟ إذن سأصنع مثلهم ولن أهتم ولن أبالي بأحد. ولم لا؟ وهم لم يأتوا من أجلي، بل لا أخطر على بالهم أصلا، وإذا غبت عنهم لم يسألوا عني، بل هم يفرون مني ولا يتمنون صحبتي!
لقد طفح الكيل عندي، ولم يكن من حل أسهل غير الهروب من جحيم هذا البيت حتى يفارقوه جميعا. فصرت أمنع نفسي من استقبالهم صباحا، ثم بعد العاشرة أخرج من البيت ولا أعود إلا عند صلاة الظهر، ثم بعد صلاة العصر أخرج ولا أعود إلا آخر الليل. صرت أفعل هذا آخر أربعة أعياد إلا أن ذلك كان مرهقا للغاية حيث لم أكن لدي وجهة أقصدها، كالضائع الطريد الشريد الشاذ النكرة ((العار)). مرة أذهب إلى أحد المولات البعيدة جدا لا يعرفني فيه أحد، وقد أمشي بالسيارة قرابة الخمس ساعات حتى يمضي الوقت، وقد أركنها جانبا وأنام. كنت أفتقد عيالي وأفتقد فرحتهم بالعيد وملابسهم الجديدة. كانت زوجتي تتمنى أن أراهم بعد صلاة العصر بالملابس الجديدة التي اشتريناها سوية.
هذا الحال يرضي من بالله عليكم؟؟؟ إنه يرضي إخواني!! عذبوني كل هذه السنين ولا زالوا يعذبونني! لا أحد يسأل عني كل هذه الساعات!! ولا أقصد بالسؤال "أين أنت؟" بل "ما بك؟"، لا أحد يهتم!! سواء كنت محبوسا في البيت أو هاربا منه!!
وللأسف حتى "أين أنت" محذوف من قاموسهم.
هل اقتنع من في رأسه مسكة عقل أني شخص غير مرغوب به؟؟ فأيها الضمير الحي خبرني كيف يهنأ لي العيش في مجتمع أنا نكرة فيه وشاذ غير عابئ بي كل هذه السنين؟! الناس فيه لا تريد إلا أن تأخذ، لا تعرف لمعنى العطاء والتضحية شيئا!! تريد المقابل حتى تتزلف لك. العطاء ليس مالا أو مساعدة مادية يا إخواني. أنا أحتضر نفسيا فأي فائدة من كل هذا؟؟!

قبل العيد الناس تستعد بالملابس الجديدة لهدف عندها معلوم وأما أنا فأشتريها من أجل الطقوس لا أكثر ولا أقل. فإذا كان للناس عيد يفرحون به فلم أهنأ في حياتي كلها بيوم عيد!

المستجدات:
- بتاريخ 11/4/2024 اليوم الثاني لعيد الفطر هل تلاحظون الفرق بين هذا التاريخ وتاريخ المقال في الأعلى التي بالأعلى 9 سنين الأمر كما هو. بدأت أشك في كوني أخاهم ولا حتى صديق لهم ولا حتى زميل عمل. أنا ورقة قمامة لا قيمة لي. محبوس الغرفة لا يسألون وهم يضحكون نبارك له ولو برسالة. فيهم بخل كريه. أكاد أجن والله. أريد أن أهرب من هذا المكان هؤلاء لا يستحقون أن أعيش بينهم بدأت أبغظهم بشدة. أعوذ بالله منهم. ما هذا؟ أهؤلاء بشر؟ هؤلاء لا يتحملون الوحدة ليومين أو ثلاثة كيف لا يشعرون بي. أقسم بالله أنا مصدوم. ايش هذا؟؟؟ حسبي الله ونعم الوكيل. إني والله مقهووووور. هؤلاء قطعا يريدون محاربتي يريدون هلاكي يريدون تدميري يريدون قتلي يريدوني أجن. انهارت ثقتي بسببهم. الناس كلهم يريدون أن يتهجموا علي ويريدون قتلي. عمي الذي هو سميي الذي سافرت وحضرت عرسه لم يسأل عني. تفوووو عليكم.

هناك 4 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. المشكلة يا أخي أني أعيش بينهم!
    المشكلة أنهم أقوى مني.
    المشكلة أنه لا أحد في صفي!
    المشكلة أني لا أشعر بالأمان
    المشكلة أني غريب

    ردحذف
    الردود
    1. أنا أفهم ما تشعر به، أدعوا الله أن يساعدك.

      حذف